التبعية .. والقابلية للتبعية
أن نتصف كشعوب وحكومات وأفراد على أي مستوى بالتبعية أصبح لا يلفت النظر أو يمثل شيئا غريبا .. ربما لأننا ألفِنا المشكلة أو أننا لا نريد أن نواجه أنفسنا بالمشكلة .. وإذا واجهنا أنفسنا بالمشكلة نضع التبريرات فنصبح أننا نعاني من آثار الاستعمار أو استبداد الحاكم وحتى على المستوى الشخصي نبرر لأنفسنا التبعية بحجة أن المدير يريد ذلك أو ..أو ..أو
المشكلة هي ليست بالضبط في التبعية ..لكن المشكلة الأكثر تعقيدا والأكبر هي في القابلية للتبعية ... تلك المقدرة الرهيبة على الانصياع أو حتى السكوت عن قرارات تملى علينا دون وجهة حق وبغض النظر عن ما كانت صحيحة أو غير صحيحة ... والفرق شاسع بين التبعية والقابلية للتبعية .. فالتبعية وإن كانت صفة ذميمة إلا أنها ممكن أن ترتبط بسبب أو ظرف ما ... أو بمعنى أدق فالتبعية هي فقدان القدرة على الاختيار واتخاذ القرار وفقدان الإرادة لتكون في يد شخص أو هيئة أو دولة أخرى لسبب قهري مرتبط بفترة زمنية محددة ..أما القابلية للتبعية فهي غياب هذه القدرة أصلا لتصبح في يد كل من أراد أو سبق للوصول إليها .. ويصبح القابلين للتبعية تربة خصبة للمارسة رذيلة السيطرة وشهوة الإستبداد ..ويصبح القابلين للتبعية كالقطيع أذا أُريد بهم السير يمينا أو يسارا فلا توجد مشكلة .. وذلك كحال الشعوب العربية جمعاء
سأحاول – من وجهة نظري الضيقة – أن أرجع المشكلة لأسببها .. وسألخص ذلك في ثلاث مفاصل رئيسية
كينونة الإنسان
ربما غياب استشعار الإنسان بكينونته .. وبرمجته على أنه ليس حرا ..ومن الأحسن إن يمشي جنب الحيط تجنبا للمشاكل ... وتنشئته وتربيته على قيود ما أنزل الله بها من سلطان .. تجعله قابلا للتبعية بشكل كامل .. فمنذ نعومة أظافرنا تربينا على أن تفعل كذا وإلا ستضرب أو سيمنع عنك المصروف .. نربى على صيغة أحادية الطرح .. والفرق شاع بين ما سبق وأن نربى على أن تفعل كذا أو كذا أو كذا وإن فعلت كذا فستضرب أو يمنع عنك المصروف .. تلك الصيغة المتعددة تجعل القرار بيد الإنسان وفقط مع تحذيره من الخطأ المطلق ... وتربي الإنسان على تحمل مسؤولية قراره وتبعاته... فعلم .. أن كينونتك كإنسان تسحق إذا سُلب حقك في الاختيار .. وأعلم أن الصيغ أحادية الطرح هي أول الطريق ناحية نفسية منهزمة وتابعة .. حتى أن جوهر فكرة الثواب والعقاب التي جاء بها الإسلام مبنية على حق الاختيار .. فالخطأ والصواب معروض أمام الإنسان .. إذا اختار هو الصواب أخذ ثواب .. وإن اختار الخطأ نال العقاب
القيمة الأساسية – العدل
من القيم الأساسية التي جاء بها الإسلام هي العدل .. لذلك فالإنسان المسلم الحق هو إنسان ثائر بطبيعته .. لأنه يرفض الظلم .. ومن الظلم أن ترى كينونة الإنسان تسحق وتسكت .. ومن الظلم أن ترى الناس ُتستعبد وتسكت .. ومن الظلم أن يُسلب من الناس حريتهم وتسكت .. فغياب قيمة العدل عموما يرسخ القابلية للتبعية
الميزان ... صورة مجازية أساسية
المسؤولية العمومية
غياب المسؤولية العمومية والمشتركة لدى المجتمع نحو الحفاظ على نفسه كمجموع بشري .له حق الاختيار والتفويض والعزل والتقويم هو الباب الواسع لمن أراد السيطرة لنفسه وأراد التبعية من قومه .. فكلنا مسئولون ولنا حق الرقابة على من فوضناهم لتسيير أمورنا ومصالحنا وكلنا مسئول عن الرعية بأكملها .. وذلك بيت القصيد في – كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته – كما يقول عبد الرحمن الكوكبي .. فالمفهوم الشائع عن هذا الحديث الشريف هو مفهوم منقوص عن عمد كما يقول .. فيقول الكواكبي عن الحديث الشريف : كل منا سلطان عام ومسئول عن الأمة وهذه هي أسمى وأبلغ ما قاله مشرع سياسي من الأولين والآخرين. ثم جاء بعد ذلك من حّرف معنى الحديث عن عموميته إلي أن المسلم راع عن عائلته ومسئول عنها فقط
ومن هذا المفهوم المنقوص .. نعزل أنفسنا عن الآخرين فإذا رأينا الخطأ يحدث .. والإرادة تسلب . نقول واحنا مالنا فكلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته .. فيتسلل وباء التبعية من بؤرة الي أخرى بفضل سكوتنا المقنع
Comments
Why should we suffer and do nothing?
Let them burn ...
To hell with everything ...
I'm only taking care for myself.
I'm using what allah gave me in order to achieve what I want ... or have in mind.
public responsibility ... it's not thing that we have in the east.
If Allah wants that way, then it's his will.
But I ... I will not care
ولهذا نقول لو لم تتحرر العقول من قيودها فأحلامنا سراب ودين الله الذي نحمله لا يكون الا دندنات فقط لان اول قاعده فيه " لا اله الا الله " .. ولهذا فقه الاعرابي حين قال إذن تقاتلك العرب والعجم
وبهذا انتصرت غزة .. فالنفس الحره هي العامل المشترك بين كل اهلها مهما كانت انتماءاتهم وحتى العجائز وعامه الشعب
ولو لم يفهم الدعاه ومن يحذو حذوهم لتربيه المجتمع وبث القيم فيه ان معادله الحريه اول اولويه فسيكون كل ما نقوله في مهب الريح عندما يجد الجد فلازال لدينا من يعبدون قوت اليوم ويقدسونه ولازال ليدنا حواذث عديده لمن يبع اطفاله لاجل المال ولا زال لدينا من يسرق وهو ابن اكرمين لانه لا يجد ما يسد رمقه .. والامثله كثيره وتتفاوت من الفقر لمجالات عده عديده
من الممكن ان تتبع اخر كى تتكامل معه و فى هذه الحالة مطلوبة جدا القابلية للتبعية التى تكلمت عنها .. مثل ان تكون جديد فى العمل و تتبع موظف قديم كى تتكامل معه و تتعلم ..و لكن لابد ان يكون هناك راى و لا يجب ان تكون التبعية مطلقة
.......
ارى بوضوح التبعية الحبتة فى المسيحية الان
فهم يعتمدون على مبدا التبعية البحتة ..دون التفكير .. فهم يقولون مثلا باسم الاب و الام و الروح القدس (اله واحد) و هم يؤمنون بذلك ..و يتبعون هذه النظرية و ان فكرت فيا تجد كيف ان يشترك ثلاث افراد فى الوهيه واحدة
................
اراك ايضا تتكلم عن حرية الانسان فى اختيار ما يفعله
فالانسان حر فى افعالة كلها و لكن فى
حدود ما قدر الله له
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعده من الجنة والنار. قيل: يا رسول الله، أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب؟ قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له،
فهى حرية مطلقة فى الافعال و لكن فى حدود القدرو لا يمكن ان تخرج عن هذه الحدود
يا رب اكون فهمت و ما اتكلمتش فى موضوع تانى غير اللى مكتوب
اصل انت يا شاهنشى بتكتب حاجات غريبة مهدش بيفهمها:)
علشان يعنى ربنا من عليك بكلمتين ... تعقد الناس بيهم ؟؟؟:)
الصوره مكتوب فيها
لا تتبعني فانا خاسره ايضا ...وبعدين ماليزيا في الجنب كدا ..ديت صدفه؟؟
---------------------
التبعيه والقابليه للتبعيه
موضوع مهمه ووضعت فيه النقاط علي كثير من الحروف
ولكن مالحل
كيف ننهي تبعيتنا ؟؟؟؟؟؟
ايريك فروم في الستينات قال اول خطوه في تغيير الانسان هو الادراك
يعني علشان ننهي تبعيتنا لازم ندرك اننا فعلا قطيع مساق
بعدها تاتي الراغبه في التغيير ::::ممممممممممم مشكله الناس اساسا عارفه انها قطيع ومبسوطه .......طيب وايه الحل
الحل في الاراده طيب هتيجي اراده وقوه منين وانا جاهل
يبقي خلاص وجدتها
الحل في ان نعود امه اقرا
لا يمكن ان تنتهي تبعيتك الي اذا فقهت
بس موضوع العلم والقراءه ده مصيبه تانيه
لان المعلومات الان باتت مشوهه
سواء اكانت دينيه ام علميه
الحل ايه بقي ؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
----------
كل ما احاول افكها اعقدها اكثر
فعلا ايه الحل
جزاكم الله خيراً يا باشمهندس
مقال مميز كما عودتنا
فرغت للتو من قراءة مقال د/ صلاح سلطان يتحدث عن نفس القضية
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=46077&SecID=390
تقبل الله منك
مش عارف يا سام
أهتم بنفسي فقط هو محض أنانيه
إن كنت أرى أنا النور .. فلماذا لا أرشد من يعيش في الظلام
أعلم أن كل شيء بمشيئة الله
لكن أفعل ما أستطيع حتى يأتي أمر الله .. أو ربما لا يأتي
أعمل بلا تحيز وبلا تعصب
أعمل دون أمل في تحقيق أو يأس من فناء
أعمل كما يشاء الله .. على مراد الله
أعمل كما لا أعلم كيف أكتب إليك هذه الكلمات
والله أعلم
جزاكم الله خير على إسقاطاتك الواقعية .. أضافت للمدونة كثيرا
بالتوفيق
التبعية التكاملية
بجد عجبتني جدا جدا جدا .. وكان في فجوه سدها هذا التعليق العبقري
جزاكم الله خير
ملحوظة حضرتك عن الصورة صحيحة .. بس ما كنتش مقصودة ..ففنعتذر للسادة القراء
حضرتك بتسئلي عن الحل؟
لو حضرتك عرفتي .. يا ريت تقولي
أنا ما بقتش عارف والله
بالتوفيق
شكرا على ثنائك .. وشكرا على المقال
جزيت خيرا
بالتوفيق