٢٠٢٠ والقدرة علي التجاوز

عام كان قاسي جدا، لكن سنن الكون اقتضت أن تُفضي القسوة الي مصلحة ، فكل عسر معه يُسرين ، وكما يقسوا الاب علي ولده فقسوة الأحداث تدفع للتطور.

 فجأة  توقف  كل شيء شخصي يصير بشكل آلي، المدرسة توقفت ، تمرين الأولاد الرياضي توقف ،الأولاد والزوجه في البيت ، العمل أصبح من المنزل ، كل هذا بدون خطة وهو أمر كارثي لمن اعتادوا ان كل شىء مرتب.

 في ٢٠٢٠ لا يوجد شيء يمكن قياسه أو توقعه، تفكير لا ينتهي ، قلق واضطرابات نوم ، تفكير في تغيير نشاط عملي ، يبدوا أني أمر بحالة عدم اتزان : هل أنا في حاجة لاستشارة اطباء نفسيين!؟. أصبح تدبير الاحتياجات اليومية وتأمين احتياطي استراتيجي لما هو قادم عبء ثقيل. 

 في شركتي أخذنا قراراً أخلاقياً في المقام الاول أننا سنحافظ علي نفس رواتب الموظفين دون تقليل ، من الممكن أن نضطر لتأخير الرواتب لكن لن نقللها ، ٣مشاريع رئيسة توقفت ، والعملاء تطالب بتسوية الوضع المالي والغاء التعاقد. كان يمكن أن نتحمل توقف مشروع أو اثنين من المشاريع الكبيرة، لكن ٣ مشاريع هو حتماً أعلى من قدرة تحملنا. فهل يمكننا العبور بالوضع المالي للشركة؟!. 

الوباء في كل مكان، فقدنا خالي وفقدت زملاء من دوائر قريبة وزملاء قريبين فقدوا آبائهم وأمهاتهم ، لم استطع زيارة أمي لشهرين متتابعين ، أخي الطبيب يعيش في عزله ويرفض مقابلتنا بسبب الكورونا ، كل حركة خارج المنزل هو احتمالية للإصابة من شيء مجهول .

 تحت هذا الضغط تعرضت لحادث بسيارة زوجتي ، ومن كرم الله أني لم أُخدش علي الرغم من قوة الاصطدام أعلى الطريق الدائري والذي أدى الي تلف السيارة والحمد لله.

 كيف يمكننا المرور خلال كل ذلك ؟! اجابتي تيقنت منها بعد أن مررت بالفعل.

اجابتي : (الله)

 الاستمرار واتخاذ القرارات الصعبة وإعادة ترتيب الأولويات والقدرة علي تحمل الصدمات والاعتراف بالأخطاء ومحاولة التصحيح ، الله وحده هو من أعان ودبر فله الحمد والشكر. وصدق من قال البقاء ليس للأقوى ولكن لمن يستطيع التكيف وتحمل المتغيرات.

 انتهت ٢٠٢٠ وبقي لها كثير من التبعات ، لكن انتهت بآفاق جديدة وتوسع في نشاط العمل وتحقيق أهداف لم يكن أن تتحقق دون قسوة ٢٠٢٠.

انتهت ٢٠٢٠ وفي آخر يوم لها فقدت حاسة الشم والتذوق وبعدها ايضا زوجتي وندخل ٢٠٢١ بتحدي جديد....

Comments

mmm said…
متألق كالعادة مهندسنا الكبير مقاما واخلاقا
@mmm
شكرا جزيلا لمرورك وتعليقك يا عزيزي

Popular Posts