رفاهية الوقت
الشيخ عبد الله بن يس .. طرد من بلاد المغرب بتهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. نزل عند مصب نهر من الأنهار في جنوب السنغال .. أنشأ خيمة .. بعث الي المغررب أنه من أراد أن يتعلم الدين فليلأتيني في المكان كذا من البلد كذا .. جاءه نفر قليل ..علمهم الدين .. علمهم الصيد والإعتماد على أنفسهم .. علمهم القتال .. ذاقت تلك المجموعة حلاوة الدين .. فقرروا أن ينشروه .. والخيمة أصبحت خيمتين ثم ثلاث ثم أكثر فأكثر .. ثم أصبحت جماعة المرابطين ..ثم تولي الزعامة من بعده أبو بكر بن عمر اللمتوني .. ثم أصبحت دولة تحكم ثلث أفريقية من تونس شمالا الي الجابون .. اذا نودي فيها الي الجهاد قام خمسمائة ألف مقاتل .. خمسمائة ألف مقاتل دون من لا يقاتل دون العواجز والنساء والأطفال .. دولة تضم أكثر من 20 دولة أفريقية الآن .. تحولوا من كفرة عبدة الأوثان الي مسلمين .. كلما صلى أحد صلاة في تلك البلاد الان كتبت في ميزان الشيخ اللمتوني .. فلك أن تتخيل .. كل ذلك في توقيت .. 37 عاما
التغيير بين القرار والتبرير
هذا هو المفصل الرئيسي
الصدام .. بين التجنب والحتمية
القاعدة الأساس في الصراع بين الحق والباطل أنه لا بد ومن حدوث صدام .. لذلك فإن من يسعى للتغيير – في رأيي – هو بين ثلاث خيارات .. الأول .. هو استعجال الصدام والتخطيط لحدوثه والمشكلة في هذا البديل أن فكرة الصدام تطغى على فكرة التغيير والعجلة تشتت عن تقييم الموقف وموازين القوى .. الثاني .. هو التغيير مع تبني سياسة التخطيط لتجنب الصدام على طول الخط .. والثالث .. هو التخطيط للتغيير مع حتمية حدوث الصدام فاذا حدث كانت لنا إمكانيات التعامل معه .. وبين هذه الثلاث يكمن مفصل آخر للمشكلة .. التخطيط لتجنب الصدام هو الذي يطغى على وسائل التغيير ..ويحيد بنا عن الهدف .. فإذا صادفنا موقف يتطلب وقفة وحزم ..قلنا لا .. سيؤدي ذلك إلي الصدام .. وعلينا تجنب الصدام .. وهكذا دواليك .. الأصل أن نتجنب الصدام .. حتى ولو على حساب التغيير أو حتى على حساب المبادىء ... لكن – والله أعلم – أن الأصل أننا نملك خطة واضحة ومحددة للتغيير ولا نخطط للصدام بتجنبه أو حدوثه ولكن إذا حدث فإننا نتعامل معه بعون الله .. لا نسعى إليه ولا نسعى لتجنبه دائما وحتميا .. لكن علينا الاستعداد لحدوثه في أي وقت
الإمكانيات
في حديث للدكتور فاروق الباز على الجزيرة .. عن برامح علوم الفضاء .. كان الحوار أنه ليس مسموحا للدول العربية أن تتفوق على إسرائيل وأن الدول العربية غير مسموح لها أن تملك الإمكانيات .. وهنا تدخل الدكتور فاروق للنقاش .. وقال أن المشكلة لا هي مشكلة إمكانيات ولا مشكلة إسرائيل تلك الشماعة التي نعلق عليها كل الحجج .. المشكلة مشكلة قرار .. إذا اتخذ القرار سنجد ألف الوسائل .. وأن الرؤية تولد الإمكانيات .. إذا أرادنا امتلاك برنامج علوم فضاء بعد عشر سنين سنخلق الإمكانيات في أول سنتين .. ولن أطيل بتعليقي على ما سبق .. واللبيب بالإشارة يفهم
في النهاية .. كلمة لابد منها .. أن كل شيء بيد الله .. وأن التغيير يأتي بطريقة لا نتوقعها ولا نخططها .. لكن علينا العمل .. ووضع ألف خطة .. لكن اليقين أن التغيير والنصر سيأتي بالخطة رقم ألف وواحد .. حتى يكون النصر بيد الله يمن به على من استنفذ الوسع وأدرك السنن وامتلك صدق النية ونهاية العزم .. وما النصر إلا من عند الله .. وأما عن الصدام فإنه سيحدث سيحدث .. رغم أنف الجميع .. لا نخطط لإحداثه ولا نحتم تجنبه دائما .. لكن هدفنا الأساسي هو التغيير ..نسعى إليه ونخطط له .. فإذا حدث أي صدام .. فعلينا التعامل معه وتعظيم إيجابياته وتقليل أضراره
Comments
ثلاث أفكار رئيسية ... الوقت ... الصراع ... التغيير
يشكلون معا الثالوث المقدس
فلا تغيير بدون صراع ... و التغيير محتاج لوقت ... و الصراع يستلزم تغيير الرؤى و الطموح و نحصيل أدوات الصراع
و في نفس الوقت الصراع لا بد و أن يكون له لحظة للصدام
... أتكام عن الصراع بصفته أشمل من الصدام
فالصدام لحظة الإشتباك
أم الصراع فهو عملية أعداد ساحة المعركة لتلك اللحظة العنيفة
و لهذا مثلا كنت أقرأ مرة ان منتجومري قائد القواات البريطانية في العلمين كان لا يغمض له جفن طول مرحلة الإعداد و التخطيط للمعركة و لكنه حين تأتي لحظة التنفيذ و إشتباك القوات فإنه كان يدخل خيمته لينام و يطلب من قواده ان يوقظوه إذا ما جد جديد
بمعنى آخر ... لحظة الصدام ليست هي المشكلة
المشكلة غياب فكرة الصراع عن الأذهان
و قد يكون عدم التحرك هو خيار تكتيكي و يكون اكثر إعدادا لساحة المعركة ... طالما وجدت عقلية تدرك معنى الصراع
و كذلك التغاضي و الصبر
و هو ما حدث مع قطز و الداخل و غيرهم ... فهم صبرزا ... بعضهم صبر لأقل من عام و الآخر صبر عشرات السنين
و لكن لم تغب عن خاطرهم عقلية الصراع
مؤشر بسيط على غياب عقلية الصراع ... هو الشعور بالإسترخاء
و كل لبيب بالإشارة يفهم
من ضمن اهم أدوات فن إدارة الصراع هو كيفية التحكم و إدارة عنصر الوقت
و مقال على ذلك ما تفعله إيران في موضوع ملفها النووي
و ما تفعله الصين مثلا
و لكن في نفس الوقت هناك روسيا التي لم تغب عنها عقلية الصراع فسعت للصدام المبكر مع جورجيا و بقوة مفرطة لتصحيح موقفها في عملية الصراع بعد أن شعرت بتهديد فرصها في كسب الصراع
حتى على المستوى الشخصي لا بد من إدراك ان كل يوم يمر عليك انت في حالة صراع مع نفسك و الشيطان و أيضا مع عنصر الوقت لتنفيذ خطة الله لك و التي من أجلها خلقك
لا أقول لا نملك رفاهية الوقت
أقول لا نملك رفاهية الفشل .. وهو سبب حتمية فكرة الصراع
وسلام يابا ... موضوع جميل جدا ... استمتعت به للغاية
سلام
ربنا وفقك فيها دى
هعلق على رواقه بعدين
محمد فوزي
موفق
الذى اعتقد انه له علاقة بما كتبت
عن علاقة التغيير والزمن
والبحث عن فهم لطبيعة الصراع
الموضوع بعنوان
خارطة الصراع
على مدونة
فنون التغيير
http://changearts.blogspot.com/
وتقبل تحياتى
شاهين
رائعة ماشاء الله
ولي عوده
ولكن كنت عايزة اعرفمن حضرتك
شغل هندسة معماري بالتفصيل
أنت بجد من الشخصيات اللي قابلتها وأثرت فيا وفي أسلوب تفكيري جدا .. ساعات كتير بدعي ربنا أن كلامنا يصبح واقع ..المهم .. بصراحة فكرة الصراع والصدام .. مكانتش بهذا الوضوح في دماغي ..لذلك سأضيفها الي مجموعة الثنائيات عندي .. ثنائية الصراع / الصدام .. طبعا أنا مش هعلق على كلامك .. لأن دايما تعليقك بيقى مكمل وموضح .. وبصراحة مبعرفش أعلق عليه .. تشكر يا عمنا ... بالتوفيق
المدونة نورت يا ريس
يا ريت تكررها
بالتوفيق
جزاكم الله خير على التشجيع والثناء .. ونورت المدونة .. بالتوفيق
أنا مقصر في حقك .. على العموم أنا دخلت وقرأت الموضوع .. بالتوفيق
جزاكم الله خير .. أنا بس مش فاهم سؤال حضرتك أيه؟؟ هل تقصدي طبيعة الشغل يعني ..ولا أيه؟ يا ريت حضرتك توضحي
سؤال يلح على فعلا
من هو عدونا الذى نصارعه ؟؟
أحيانا تأتى الإجابة بأن الصراع مع ثقافة المجتمع السلبية
لذا فإن هدفنا هو إصلاح المجتمع والوصول به إلى الربانية "وهذا مستحيل فى رأيي " , ولذا فإننا نتجنب الصدام مع النظام لإنه ليس هدفا وإنما الهدف هو المجتمع الذى سيلقى بهذا النظام فى نار جهنم
وأحيانا نقول صراعنا مع القوى الخارجية "إسرائيل ومن عاونها
الفكرة أن نحدد مع من صراعنا ؟؟
حينها سنعرف طبيعة هذا المتصارع فنضع الخطة والآلية والوقت المناسب للصراع معه
المشكلة فى رأيي أن الرؤية غابت عن أذهاننا بشكل كبير, لذا أصبح عامل الوقت غير موجود فى الحسبان
مرة ننادى بالخلافة , ومرة بالحكومة , وفى ظل هذا نبرر كل ما نتلقاه من ضربات ,
ويصبح نجاح دعوة فردية مع بنت مثلا إنتصار "مرحلى " أما إن فى أهداف أساسية لسه متحققتش إلى الآن فدا لابد وأن نغض الطرف عنه , لأن عمر الأمم لايقاس بالسنوات
أعتقد أننا لابد وأن نحدد عدونا "مش قصدى الحرفية فى الكلمة " وعلى هذا ستكون الخطط الزمنية والمرحلية الصحيحة
لإنى أعتقد أنه عندما يكون لديك هدفا واضحا فإنك تكون حريصا على الدقائق
وعندما يغيب الوضوح ,, تصبح الساعات بلا معنى
بالتوفيق دائما يا باشمهندس
:)
وأشار إلى بعض ما أشار إليه the last samurai وقد اقتنعت فعلا بما قال
على كل جميل ما كتبت فشكرا..
وشكرا مرة أخرى ل م.شاهينشي
أعتقد أن المشكلة الرئيسية والتي تواجه المجتمع بكامله - لاالصفوة فقط - مشكلة ( الوقت ) لانتعامل مع الوقت بأي جدية ؛ كأنه من المسلمات أن تمر ساعة وأخرى ويوم وشهر وسنة ولا يحدث أي تغيير يذكر في حياتنا سوى التشكى من أننا لانتغير !!!
وفي المقابل تجد حجج من نوعية : أنا أريد أن أتغير ؛ لكن ليس هناك وقت !!!!!
لو أننا ننظر الى الوقت بنفس النظرة التي وضعها الله -سبحانه وتعالى - لنا : أن كل وقت وله غاية محددة ؛ وكل وقت وله عبادة محددة ( لننظر مثلا الى أوقات الصلاة - الصوم - الحج ) نجد أنها كلها مرتبطة بأوقات معينة لاتصح في غيرها ؛ لو صححنا نظرتنا للوقت لتتفق مع المنهج الرباني أعتقد - والله أعلم -أن التغيير سيحدث بأسرع مما نتوقع ؛ وحينها لن يكون للصراع التأثير الذي يذكر لأنه سيكون مرحلة مؤقتة في رحلتنا الأسمى نحو التغيير ...
مقال رائع جداا ..
حفظكم المولى ...
ضع بنر الحملة علي مدونتك
البنر موجود علي مدونتي
ارسل ميلك اذا كنت ترغب في كود البنر
شكرا لتعليقك .. حضرتك اثرت نقطة مهمة .. وهي من نصارع ؟؟؟ أظن أن الصراع متعدد الأطراف والاتجاهات .. لذلك فان ادارته صعبة وتحتاج لوضوح رؤية وفهم لترتيب اولويات اطراف الصراع ..من سأهادن ومع من سأتحرك الان وما أريد أن أكسب وما يمكن الاستعناء عنه .. كلامك عن ربط تحديد اطراف الصراع والوقت .. مهم جدا .. فجزاكم الله خيرا
شكرا لمروركم الجميل
أهلا بكم في المدونة المتواضعة .. أنا للاسف لم اشاهد د /نوفل .. لكن كان نفسي أستفيد .. جزاكم الله خير
جزاكم الله خير على أضافتك .. أنا غفلت عن تأصيل فكرة الوقت .. لكن حضرتك قمت بالازم .. فجزاكم الله خير
تحياتي على الموضوع
أحييك على ما كتبته
الكلمات قليلة ولكن معانيها عظيمة .
جزاكم الله خيرا