أفتقدك

ترددت كثيرا أن أكتب هذا الموضوع .. فأنا ما زلت بين بين .. نعم هي فارقتني بجسدها .. لكنها ما زالت معي .. رحلت ولم ترحل .. أراها ولا أراها .. أسمعها ولا أسمعها

هي خالتي ليلى .. كما اعتادوا أن ينادونها .. ولكن اسمها في شهادة الميلاد عزيزة .. كما اعتادت هي أن تكون في كل نفس .. وبالأخص في نفسي

هي راجل العائلة .. كما يقول عنها أبي .. الذي جاوزالخمس وسبعين عام .. وكما قيل .. الوصف على قدر الواصف .. فالواصف رجل بهذه السن وهذه الخبرة وهذه التجربة الطويلة .. يقول عن امراءة أنها راجل العائلة .. فلك أن تتخيل؟؟

أما أمي .. فلن استطيع أن أوصف كم كانا يحبان بعضهما

أما أنا فأقول عنها .. أنها أمي مع أمي .. وليست أمي بعد أمي


ترددت أن أكتب عن رحيلها الذي أبكاني وأحزنني كما لم أبكي وأحزن من قبل .. فانا مهما اوتيت من حسن اللغة .. لن أوفيها حقها .. أو أوصف حزني على فراقها .. لكني آثرت أن أكتب .. حتى اذا رأى مدونتي أبني أو حفيدي أوزوجتي في المستقبل أو أي شخص .. يعلم أنه كان لي خاله .. هي أمي عزيزه

أراها حين أنظر الي أمي .. أحب الناس الي .. أراها حين أنظر الي ستائر البيت التي حاكتها بأيديها .. أراها حين أنظر الي كسوة الصالون التي اختارتها بنفسها .. اراها حين أنظر الي حوائط البيت التي نظفتها بايديها ومساعدتي حين جاء أبي بعد مرضه بالمستشفى .. كانت تقول لي.. أبوك هيرجع البيت بالسلامة .. والناس تيجي من البلد تشوف الحيطان وسخة كده .. وقعدت يوم كامل أنا وهي ننظف الحوائط بالماء والصابون والليفه

كانت تسكن في نفس البيت الذي أسكن فيه.. بشقة في الدور الاسفل مني .. لذلك هي لازمتني طول حياتي .. في فرحي وحزني .. ومرضي وهمي .. وخناقات البيت و..و..و..و؟؟ وكانت دائما ما تهون علي .. وتضحكني يخفة ظلها .. وتعاتبني برزانة عقلها وقوة اقناعها ..و تغمرني بحنانها وحضنها الدافىء وقبلة على جبهتي .. ثم تقول ازيك يا روح خالتك

قبل ذهابها الي المستشفى .. كانت ترقد على اريكة الصالون .. فقالت لي .. أنا عايزة أقعد يا احمد .. قلتلها حاضر يا خالتو .. فساعدتها حتى قعدت ثم اسندت ظهرها الي كتفي .. واخذت أدلك يدها وظهرها .. ثم احببت أن أضحكها .. فقلت لها .. أنت مش هتبطلي بكش يا وليه ؟؟ انت عامله علينا فيلم؟؟ .. فضحكت وقالت لي .. كان نفسي اجيبلك بنوته صغيره شوية وأجوزهالك غصب عنك ... واخر مره رأيتها بالمستشفى .. قالت لي احلق شعرك يا احمد .. فحلقت شعري في نفس اليوم .. ثم ذهبت لها في اليوم التالي ففتحت عينيها عند دخولي وابتسمت ابتسامه لا تفارقني حتى الان وقالت .. نعيما يا بشمهندس .. ثم اغمضت عينيها .. وهذه اخر كلمه سمعتها منها واخر مره رأيتها فيها

بعد وفاتها مباشرة.. رأيت زوج خالتي .. فقال لي وهو يبكي خالتك يا أحمد .. كانت بتحبك أوي يا احمد .. فلم أتمالك نفسي ..ومن ساعتها كلما رأيت زوج خالتي أو رءاني .. تدمع عيني وكذلك عيناه

خالتي توفيت منذ عشر ايام .. لكن من ساعتها وانا افتقدها .. افتقدها بشده .. نفسي اقبل يديها كما كنت افعل بعد مرضها .. نفسي اسمع ضحكتها .. نفس ادلك يديها وظهرها .. لكنها ماتت .. نعم ماتت .. والموتى لا يعودون الي يوم القيامة .. وهذه هي الحيا ه .. لعل مرضك يا خاله كان مغرفة لذنوبك ورفع لدرجاتك .. اللهم لا تفتني بعدها ولا تحرمني اجرها واغفر لي ولها.. وانا لله وانا اليه راجعون

عذرا .. لن افتح باب التعليق على هذا الموضوع

Popular Posts